هناء أحمد: أكتوبر 2014
/

عمر بن الخطاب والأمير الزاهد سعيد بن عامر الجمحى



عمربن الخطاب وواليه الصحابى الجليل (سعيد بن عامر الجُمحى)

هذا الصاحبى الجليل ولاه سيدنا عمر بن الخطاب على حمص ...

وبعد ذلك أتى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ديار الشام يتفقد أحوالها ، فلما نزل
 بحمص لقيه أهلها للسلام عليه

فقال : كيف وجدتم أميركم ؟

                           

فشكوه إليه وذكروا أربعاً من أفعاله كل واحد منها أعظم من الآخر
.
قال عمر : فجمعت بينه وبينهم ، ودعوت الله ألا يُخيب ظنى فيه ، فقد كنت عظيم 
الثقة به .

فلما أصبحوا عندى هم وأميرهم ، قلت :ما تشكون من أميركم ؟

قالوا  : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار .فقلت وما تقول فى ذلك ياسعيد ؟

فسكت قليلاً ،
ثم قال :


  والله إنى كنت أكره أن أقول ذلك ، أما وأنه لابد فإنه ليس لأهلى خادم ، فأقوم فى 

كل صباح فأعجن لهم عجينهم ، ثم أتريث قليلاً حتى يختمر ، ثم أخبزه لهم ،
ثم أتوضأ وأخرج للناس .

قال عمر : فقلت لهم : وما تشكون منه أيضاً ؟

قالوا " إنه لا يجيب أحداً بليل

قلت : وما تقول فى ذلك ياسعيد ؟

قال : إنى والله كنت أكره أن أعلن عن هذا أيضاً .......

فانا قد جعلت النهار لهم ، والليل لله عز وجل .

قلت : وما تشكون منه أيضاً ؟

قالوا : إنه لا يخرج إلينا يوماً فى الشهر .قلت وما هذا ياسعيد ؟

قال : ليس لى خادم ياأمير المؤمنين ، وليس عندى ثياب غير التى عليّ ، فأنا 

أغسلها فى الشهر مرة وأنتظرها حتى تجف ، ثم أخرج إليهم فى آخر النهار.

ثم قلت : وما تشكون منه أيضاً ؟

قالوا : تصيبه من حين إلى أخر غشية فيتغيب عمن فى مجلسه .

فقلت وما هذا ياسعيد ؟
                     
!

فقال : شهدت مصرع خبيب بن عدى وأنا مشرك ، ورأيت قريشاً تقطع جسده وهى



تقول له : أتحب أن يكون محمد مكانك ؟

فيقول والله ما أحب أن أكون آمناً فى أهلى وولدى ، وأن محمداً تشوكه شوكة ...

وإنى والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أنى تركت نصرته إلا ظننت أن الله لا يغفر لى
.......... وأصابتنى تلك الغشية .



               عند ذلك قال عمر : الحمد لله الذى لم يخيب ظنى به





إقرئ المزيد Résuméabuiyad

لا للعنصرية

تأديب متغطرسة

قال تعالى :

 "
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"صدق الله العظيم 




على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية , وفي مقاعد الدرجة السياحية كانت هناك 


امرأة بيضاء تبلغ من العمر حوالي الخمسين سنة تجلس بجانب رجل أسود وكان 

من الواضح أنها متضايقة من هذا الوضع , لذلك استدعت المضيفة وقالت لها 

                                    


(من الواضح أنك لا ترين الوضع الذي أنا فيه , لقد أجلستموني بجانب رجل أسود , 

وأنا لا أوافق أن أكون بجانب شخص مقرف يجب أن توفروا لي مقعداً بديلاً)

قالت لها المضيفة (اهدئي يا سيدتي , كل المقاعد في هذه الرحلة ممتلئة تقريباً , 


لكن دعيني أبحث عن مقعد خال ) !!


غابت المضيفة لعدة دقائق ثم عادت وقالت لها ( سيدتي , كما قلت لك , لم أجد 


مقعداً خالياً في كل الدرجة السياحية . لذلك أبلغت الكابتن فأخبرني أنه لا توجد أيضاً

 أي مقاعد شاغرة في درجة رجال الأعمال , لكن يوجد مقعد واحد خال في الدرجة

 الأولى ).

وقبل أن تقول السيدة أي شيء , أكملت المضيفة كلامها ( ليس من المعتاد في 


شركتنا أن نسمح لراكب من الدرجة السياحية أن يجلس في الدرجة الأولى , لكن 

وفقاً لهذه الظروف الاستثنائية فإن الكابتن يشعر بأنه من غير اللائق أن نرغم أحداً 

أن يجلس بجانب شخص مقرف لهذا الحد ,لذلك ...... )


                                  


 والتفتت المضيفة نحو الرجل الأسود وقالت ( سيدي , هل يمكنك أن تحمل حقيبتك 


اليدوية وتتبعني فهناك مقعد واحد ينتظرك في الدرجة الأولى ). 
إقرئ المزيد Résuméabuiyad

أحمد بن حنبل والخباز

فائدة الأستغفار 


كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد،

 ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد.حاول مع الإمام ولكن لا 

جدوى، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان

 موضع قدميه، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد..

- وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخا وقورا تبدو عليه ملامح الكبر، فرآه خباز، ولما 

رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت، فذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، 

فأكرمه ونعّمه، ثم ذهب الخباز لتحضير عجينة لعمل الخبز.

- سمع الإمام أحمد بن حنبل هذا الخباز يستغفر ويستغفر، ومضى وقت طويل وهو 

على هذه الحال..
                                 

- تعجب الإمام أحمد وسأل الخباز عن استغفاره في الليل، فأجابه الخباز: أنه طوال 

تحضيره العجينة فهو يستغفر..

- فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لإستغفارك ثمرة؟ والإمام أحمد يعلم 

ثمرات الإستغفار وفضله وفوائده.

- فقال الخباز: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت، إلا دعوة واحدة.

- فقال الإمام أحمد: وما هي؟

- فقال الخباز: رؤية الإمام أحمد بن حنبل.

- فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل، ووالله إني جُررت إليك جراً..





إقرئ المزيد Résuméabuiyad

أحمد بن مسكين والسمكة

قصة  جاءت في كتاب ( وحي القلم ) - لأديب العربية وفارسها مصطفى صادق الرافعي رحمه الله -  .
                             
القصة بعنون : ( السمكة )
يقول صاحب القصة التابعى العالم (أحمد بن مسكين) : 

أني امتُحِنتُ بالفقر في سنة تسع عشر ومائتين، وانحَسَمَت مادتي.. وقَحِطَ منزلي 
قحطا شديدا جمعَ عليَّ الحاجة والضـُّر والمسكنة.. ، إذ لم يكن في الدار إلا ترابُها وحجارتُها وأجذاعُها.. ولي امرأة .. ولي منها طفل صغير.. وقد طوينا على جوع يخسِفُ بالجوع خسفا كما تهبط الأرض.. فَلَتَمنـَّيتُ حينئذ لو كنا جرذانا فنقرضَ الخشب!!

فقلتُ في نفسي : إذا لم نأكل الخشب والحجارة.. فالنأكل بثمنها.. وجمعتُ نيتي على بيع الدار والتحول عنها.. و ثم خَرَجتُ  لصلاة الصبح.. والمسجد يكون في الأرض.. ولكن السماء تكون فيه.. فرأيتُني عند نفسي.. كأني خرجتُ من الأرض ساعة.. ولما قُضِيَت الصلاة.. رفعَ الناسُ أكفهم يدعون الله تعالى.. وجرى لِساني بهذا الدعاء:
اللهم بك أعوذ أن يكون فقري في ديني..
أسألك النفع الذي يُصلِحُني بطاعتك..
وأسألك بركة الرضى بِقضائك..
وأسألك القوة على الطاعة والرضا.. يا أرحم الراحمين..
ثم جلستُ أتأمل شأني ، وأطلتُ الجلوس في المسجد كالحياة.. فخرجتُ أتسببُ لبيعِ الدار.. 
                                     
فما سرتُ غير بعيد.. حتى لقِيَني (أبو نصر الصياد) وكنتُ أعرفُه قديما، فقلت:
يا أبا نصر! أنا على بيع الدار.. فقد ساءت الحال.. . فأقرِضني شيئا يُمسِكُني على يومي هذا بالقوام من العيش حتى أبيع الدار وأوفيك.

فقال: يا سيدي! خذ هذا المنديل إلى عيالك، وأنا على أثَرِك لاحق بك إلى المنزل.
ثم ناولني منديلا فيه رُقاقتان بينهما حلوى، وقال: إنهما والله بركة الشيخ.. 

قلتُ: وما قصة الشيخ ؟ 

قال: وقفتُ أمس على باب هذا المسجد وقد انصرف الناسُ من صلاةِ الجمعة، فمر بي أبو نصر، بِشرٌ الحافي (وهو الزاهد العظيم بشر بن الحارث المعروف بالحافي.. توفي سنة 327 هـ وكان واحد الدنيا في ورعه وتقواه، وقيل له: (الحافي) لأنه كان في حداثته يمشي إلى طلب العلم حافيا، إجلالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم).

فقال (بشر الحافي لأبي نصر الصياد): مالي أراكَ في هذا الوقت؟ 

قلتُ: مافي البيت دقيق ولا خبز ولا درهم ولا شيء يُباع.. 

فقال: الله المستعان، احمل شبكتك وتعال إلى الخندق..
فحملتها وذهبتُ معه.. فلما انتهينا إلى الخندق قال لي: توضأ وصل ركعتين.. 
ففعلتُ.. 
فقال: سم الله تعالى وألق الشبكة.... فخرجت سمكة عظيمة لم أر مثلَها سِمنا وعظما وفراهة.. 
فقال: خذها وبعها واشتر بثمنها ما يُصلِحُ عيالك.. فحملتُها..  فابتعتُ لأهلي ما يحتاجون إليه.. فلما أكلتُ وأكلوا.. ذكرتُ الشيخ.. فقلتُ.. أهدي له شيئا.. فأخذتُ الرقاقتين وجعلتُ بينهما هذه الحلوى وأتيتُ إليه فطرقتُ الباب..
                              
فقال : مَن ؟ 
قلتُ : أبو نصر ! 
قال : افتح وضع ما معكَ في الدهليز وادخل .. 
فدخلتُ وحدثتُه بما صنعتُ .. فقال : الحمد لله على ذلك .. 
فقلتُ : إني هيأتُ للبيتِ شيئا .. وقد أكلوا وأكلتُ ومعي رُقاقتان فيهما حلوى ..
قال : يا أبا نصر ! لو أطعَمنا أنفُسَنا هذا .. ما خرَجَتِ السمكة ! 
اذهب كُلهُ أنتَ وعيالك ..

قال أحمد بن مسكين: وكنتُ من الجوع بحيثُ لو أصبتُ رغيفا لحسِبتُه مائدة أُنزِلَت من السماء.. ولكنَّ كلمة الشيخ عن السمكة، أشبَعَتني بمعانيها شِبَعا ليسَ من هذه الدنيا.. كأنما طَعِمتُ  ثمرة من ثمار الجنة..  

فالشيخ ( بشر الحافي ) لم يكن في نفسه معنى لكلمة " التلذذ " أو الشهوة .. هؤلاء قوم لا يرون فضائلهم فضائل.. ولكنهم يرونها أمانات قد ائتُمِنُوا عليها من الله لتبقى بهم معانيها في هذه الدنيا.. 

قال أحمد بن مسكين: وأخذتُ الرقاقتين وأنا أقول في نفسي: لعن الله هذه الدنيا! إن 
من هوانها على الله، أن الإنسان فيها يَلبَسُ وجهه كما يلبَسُ نعله.. فلو أن إنسانا كانت له نظرة ملائكية ثم اعترضَ الخلقَ ينظُرُ في وجوههم، لرأى عليها وُحولا وأقذارا كالتي في نعالهم أو أقذرَ أو أقبح 
ولكني أحسستُ أن في هاتين الرقاقتين.. سرَّ الشيخ.. ورأيتُهما في يدي كالوثيقتين بخير كثير.. فقلت: على بركة الله.. ومضيتُ إلى داري.. فلما كنتُ في الطريق..
 لقيتني امرأة معها صبي، فنَظَرَت إلى المنديل وقالت: يا سيدي.. هذا طفل يتيم جائع ولا صبرَ له على الجوع.. فأطعِمهُ شيئا يرحمُك الله..

ونَظَرَ إليَّ الطفل نظرة لا أنساها.. حسِبتُ فيها خُشوعَ ألف عابد يعبدون الله تعالى منقطعين عن الدنيا.. بل ما أظن ألف عابد يستطيعون أن يُروا الناس نظرة واحدة كالتي تكون في عين صبي يتيم جائع يسأل الرحمة..

قال أحمد بن مسكين: وخُيـِّلَ إلي حينئذ أن الجنـَّة نزلت إلى الأرض.. تعرِضُ نفسها على مَن يُشبِعُ هذا الطفل وأمه، والناسُ عُميٌ لا يُبصِرونها
                                     
وذَكرتُ امرأتي وابنها.. وهما جائعان مذ أمس، غير أني لم أجد لهُما في قلبي معنى
الزوجة والولد.. بل معنى هذه المرأة المحتاجة وطفلها.. فأسقطتُهما عن قلبي.. ودفعتُ ما في يدي للمرأة وقلتُ لها: خذي وأطعمي ابنك.. ووالله ما أملكُ بيضاء ولا صفراء.. وإن في داري لَمَن هو أحوجُ إلى هذا الطعام، ولولا هذه الخَلـَّةُ بي تقدمتُ 
بما يُصلحُكِ.. فدمَعَت عيناها، وأشرق وجه الصبي، ولكن طَمَّ على قلبي ما أنا فيه فلم أجد للدمعة معنى الدمعة.. ولا للبسمة معنى البسمة.. وقلتُ في نفسي: أما أنا فأطوي
 إن لم أُصِب طعاما، فقد كان أبو بكر الصديق يطوي ستة أيام.. وكان ابن عمر يطوي، وكان فلان وفلان ممن حفظنا أسماءهم وروينا أخبارهم.. ولكن !! مَن للمرأة وابنها بِمِثلِ عقدي ونيـَّتي؟ وكيف لي بِهِما؟

ومشيتُ وأنا منكسر منقبض.. وكأني كنتُ نسيتُ كلمة الشيخ: "لو أطعمنا أنفُسنا هذا ماخرجَتِ السمكة"، فذكرتُها وصرفتُ خاطري إليها 

فأنا كذلك إذ مرَّ أبو نصر الصياد وكأنه مُستطار فرحا .. 
فقال : يا أبا محمد .. ما يُجلِسُكَ هاهنا وفي دارِكَ الخيرُ والغنى ؟
قلتُ : سبحان الله !! مِن أينَ خرجَتِ السَمكةُ يا أبا نصر ؟

قال : إني لفي الطريق إلى منزلك، ومعي ضرورة من القوت أخذتُها لِعِيالِكَ، ودراهِمُ استَدَنتُها لك.. إذا رجل يستدِلُّ الناسَ على أبيكَ أو أحدٍ من أهله، ومعه أثقالٌ وأحمال.. فقلتُ له: أنا أدلك..
ومشيتُ معه أسألُه عن خبره وشأنه عند أبيك..
فقال: إنه تاجر من البصرة، وقد كان أبوكَ أودَعَهُ مالا من ثلاثين سنة.. فأفلَسَ وانكسر المال ثم تركَ البصرة إلى خُراسان.. فصلح أمره على التجارة هناك.. وأيسَرَ بعد المحنة.. واستظهَرَ بعد الخِذلان.. وأقبَل جدُّه بالثـَّراءِ والغِنى.. فعاد إلى البصرة، وأراد أن يتحلل، فجاءكَ بالمالِ وعليهِ ماكان يربحُهُ في هذه الثلاثين سنة.. وإلى ذلكَ طرائِفُ وهدايا.
                            

قال أحمد بن مسكين: وأنقلبُ إلى داري فإذا مالٌ جمٌّ وحالٌ جميلة!!
فقلتُ: صدق الشيخ "لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة" !! 
فلو أن هذا الرجل لم يلقَ في وجهه أبا نصر..
في هذه الطريق ..
في هذا اليوم ..
في هذه الساعة ..
لَما اهتدى إليّ، فقد كان أبي مغمورا لا يعرفه أحد وهو حي.. فكيفَ به ميتا من وراء عشرين سنة؟
وآليتُ لَيَعلَمَنَّ الله شُكري هذه النعمة.. فلم تكُن لي همة إلا البحث عن المرأة 
المحتاجة وابنها.. فكفيتُهُما وأجريتُ عليهما رِزقا.. ثم اتجرتُ بالمال.. وجعلتُ أربـُّه 
بالمعروف والصنيعة والإحسان وهو مُقبِلٌ يزداد ولا ينقُص، حتى تموَّلتُ وتأثـَّلتُ..
 وكأني قد أعجبتني نفسي.. وسَرَّني أني قد ملأتُ سِجـِلاتِ الملائكة بِحَسَناتي.. 
ورجوتُ أن أكونَ قد كُتِبتُ عند الله في الصالحين..
فَنِمتُ ليلة فرأيتُني في يوم القيامة.. والخلقُ يموجُ بعضُهم في بعض.. والهول هول 
الكونِ الأعظم على الإنسانِ الضعيف.. يُسألُ عن كل مامسه من هذا الكون.
وسمعتُ الصائِحَ يقول: يا معشر بني آدم!! سَجَدَت البهائِمُ شُكرا لله أنهُ لم يجعَلها من آدم..
                                  
ورأيتُ الناسَ وقد وُسـِّعَت أبدانُهُم فهُم يحمِلون أوزارهُم على ظهورِهِم مخلوقَةً مُجَسـَّمة.. حتى لكأن الفاسِقَ على ظهرِهِ مدينَةٌ كلها مُخزِيات!!!

وقيل: وُضِعَت الموازين.. وجيءَ بي لوزنِ أعمالي.. فجُعِلَت سيئاتي في كِفـَّة واُلقِيَت سِجـِلاتُ حسناتي في الأخرى..
فطاشَتِ السِجِلات.. ورَجَحَت السيئات.. كأنما وزَنوا الجبل الصخري العظيم الضخم.. بلفافة من القطن.. ثم جعلوا يُلقُون الحسنة بعد الحسنة مما كنتُ أصنعه، فإذا تحتَ
 كل حسنة شهوةٌ خفيةٌ من شهوات النفس: كالرياء والغرور وحب المحمدة عند الناس.. وغيرها.. فلم يسلَم لي شيء.. وهلكت عني حُجـَّتي، إذ الحجة ما يُبَينُهُ الميزان.. والميزان لم يدل إلا على أني فارغ..

وسَمِعتُ الصوت: ألم يبقَ لهُ شيء؟
فقيل: بَقِيَ هذا.. وأنظر !! لأرى ماهذا الذي بقي !!
فإذا الرقاقتين اللتانِ أحسَنتُ بهما إلى المرأة وابنها !! 

فأيقنتُ أني هالك، فلقد كنتُ أحسِنُ بمئة دينار ضَربَة واحدة فما أغنت عني.. ورأيتُها في الميزان مع غيرها شيئا مُعلـَّقا.. كالغمام حينَ يكون ساقطا بين السماء والأرض: لا هو في هذه ولا هو في تلك.. 

ووُضِعَت الرقاقتان.. وسمعتُ القائل: لقد طار نصفُ ثوابهما في ميزان أبي نصر الصياد.. فانخذلتُ انخذالا شديدا، حتى لو كُسِرتُ نصفين لكان أخفَّ علي وأهون.. بيد أني نظرتُ فرأيتُ كِفة الحسنات قد نزَلَت منزلة.. ورجحَت بعض الرجحان.. 

وسمعتُ الصوت: ألم يبق شيء ؟ فقيل بقي هذا...
وأنظر ماهذا الذي بقي، فإذا جوع امرأتي وولدي في ذلك اليوم !!
وإذا هو شيءٌ يوضعُ في الميزان.. وإذا هو ينزل بكفة ويرتفع بالأخرى حتى اعتدلتا بالسوية !!
وثبتَ الميزان على ذلك، فكنتُ بين الهلاكِ والنجاة..
وأسمعُ الصوت : ألم يبق شيء ؟
فقيل : بقي هذا ..
ونظرتُ فإذا دُموعُ تلك المرأة المسكينة حينَ بكت من أثَر المعروف في نفسِها.. ومن إيثاري إياها وابنها على أهلي.. ووُضِعَت غَرغَرةُ عينيها في الميزانِ ففارت..

 فطَمـَّت كأنها لُجـَّة.. من تحتِ اللجـَّةِ بحرٌ.. وإذا سمكة هائلة.. قد خرجت من اللجة.. وقعَ في نفسي أنها روح تلك الدموع.. فجعَلَت تعظُمُ ولا تزال تعظُمُ.. والكفة ترجح ولا تزال ترجح.. حتى سمِعتُ الصوتَ يقول: قد نجا..

وصِحتُ صيحةً انتبَهتُ لها .. فإذا أنا أقول:
" لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجَتِ السمكة "
إقرئ المزيد Résuméabuiyad

حالتنا المصرية

حارت الأقلام وحارت الدول فى التعامل مع الحالةالمصرية لقد أعييت  حالتنا جميع 

الأنظمة فى  العالم المعروف 

حالتنا المصرية حالة صعبة قوى زى الأمتحان ده .....حديث الدولة المصرية مع 

الشعب المصرى

نو .......ناو ........نو ..............فترد الدولة علينا ناو .......ناو .....ناو

جاء فى امتحان اللغة العربية سنة 1934 فى موضوع التعبير تقابل قطان أحدهما تبدو

 عليه أثار النعمة والثانى نحيل تدل على سوء حالة


فاذا تقابل هذا القطان فماذا يقولان إذا حدث كل منهما صحابة عن معيشته؟

ولقد حار التلاميذ الصغار فيما يضعون على لسان القطين

فظلوا يسبون ويلعنون وسخطوا على أساتذتهم

                    
وقالوا هم لم يعلمونا كيف نكون حميرا أو فئرانا أو بغالا حتى نتعلم ماهى لغة 

القطين وكيف يتحدثان ؟

ثم قال تلميذ خبيث لأستاذه ..........لقد أوجزت واعجزت ....وقال أستاذه لقد أجدت
 وأحسنت ,

والله أنت فماذا كتبت ...............قال كتبت هكذا

قال القط السمين ناو ..ناو .ناو..........فقال النحيف نو .ناو ...نو .......فيرد عليه 

السمين نو... ناو ...نو ........فيغضب النحيف ويكشر عن أنيابه ويحرك ذيلة 

ويصيح

نو .نو....نو..فيلطمه السمين ويخدشه ويقول ناو ..نو نو ............فيثب عليه 

النحيف 
ويتصارعان وتختلط "النونوه " ولايعرف صوت من صوت  من ولايفهم معنى

النونوة إلا بجهد  جهيد يحتاج لمراجعة قاموس ( القطاط )




فرد عليه الأستاذ لقد ابدعت يابنى ولكن ماينطق ( قط )بلغتنا الا لنبى

لقد أرادوك تلميذا هرا
                                             

ثم سأله مالفرق بين (ناو ........ونو ) ؟ قال هذا عند القطط 

كالفرق بين الشرطة والنقطة فى التلغراف 

قال يابنى وزارة المعارف لا تقرأ هذا ولا تعرفه وإنما يكون المصحح أستاذا لا هرا 

.............والأمتحان كتابى لا شفوى

فرد عليه التلميذ الخبيث قائلا وأنا إنسانا و لم أكن هرا والموضوع حكاية قطين ثم 


  قال أسالوا المختصين فأن اختلفنا قلت لهم اسألوا القطاط أو ليأتوا بالقطين 



(السمين والنحيل ) ويقوموا بالتحريش بينهما وليحضروا رقباء هذا الأمتحان



 وليكتبوا عنهما مايسمعان وليصفوا مايرون منهما
                      




ثم قال والذى خلق القطط والأمتحان والممتحنين مايزيد كلام القطط عن (ناو.. ونو )

ومايكون بينهما من مصارعة بين القوى والضعيف ثم فرار الضعيف مهزوما 

وينتهى الإمتحان ..........
إقرئ المزيد Résuméabuiyad

علاقات زوجية

أخبار المشاهير

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أصدقاء الموقع