الصحابى شارب الخمر (أبو محجن الثقفى ) والقادسية
يونيو 15, 2025
/
/ , / الصحابى شارب الخمر (أبو محجن الثقفى ) والقادسية

الصحابى شارب الخمر (أبو محجن الثقفى ) والقادسية

 " أبو محجن " ـ رضي الله عنه(شارب الخمر ) والقادسية  

ابو محجن الثقفي شاعر وفارس عربي مسلم مغوار من بني ثقيف، وكان رجل من 

المسلمين قد ابتلى بشرب الخمر وطالما عوقب عليها ويعود ويعاقب ويعود ، بل 



فكان يجاء به فيجلد ، ثم يجاء به فيجلد ، ولكنه كان يعلم أن هذا لا يعفيه من العمل لدينه أو القيام بنصرته ، فإذا به يخرج 

مع المسلمين إلى القادسية جنديا يبحث عن الشهادة في المعارك  ، وفي القادسية 

يجاء به إلى أمير الجيش سعد بن أبي وقاص وقد شرب الخمر، فيحبسه سعد حتى 

تدق طبول  المعركة ؟!.

                       

وقد حبسه " سعد " ـ رضي الله عنه ـ عند " زبراء " أم ولد " سعد " ـ رضي الله عنه ـ ، فلما سمع " أبو محجن " ـ رضي الله عنه ـ صهيل الخيل ، وقعقعة 
السيوف 

وكان الحبس عقوبة قاسية آلمت أبا محجن أشد الألم عندما سمع ضرب السيوف ووقع الرماح وصهيل الخيل وعلم أن سوق الجهاد قد قامت ، وأبواب الجنة قد فتحتجاشت نفسه وهاجت أشواقه إلى الجهاد
فنادى امرأة سعد بن أبي وقاص قائلا : خليني فلله علي، إن سَلِمْتُ أن أجيء حتى أضـع رجلي في القيد، وإن قُتِلتُ استرحتم مني . 
وكان مما قال ـ رضي الله عنه : 
                           
سُلَيْمى دعيني أروِ سيفي من العدافسيفيَ أضحى وَيْحَهُ اليومَ صاديا
دعيني أَجُلْ في ساحةِ الحربِ جَوْلَةًتُفَرِّجُ من همّي وتشفي فؤاديا
وللهِ عهدٌ لا أَحيفُ بعهدهلئن فُرِّجت أَنْ لا أزورَ الحوانيا



 أطلقته " زبراء " وحملته على فرس لـ " سعد " يقال له " البلقاء " ، وخلَّت سبيله ، فجعل ـ رضي الله عنه ـ يشد العدو شدًا ، و " سعد " ـ رضي الله عنه ـ ينظر إليه ويقول الضرب ضرب " أبي محجن " والكر كر " البلقاء " ، وابو محجن فى القيد 
 فلما أن فرغوا من القتال ، وهزم الله جموع الفرس.
                                 
كان سعد بن أبى وقاص  يتابع المعركة وهو نائم على بطنه من مكان مرتفع ,فقد 

ألمت  به قروح في فخذيه  وإليته ,فلم ينزل ساحة القتال , لكنه كان يرقب القتال من بعيد 

 رجع " أبو محجن " إلى " زبراء " وفاء بوعده بعد أن أرضى ربه بقتال عدو الله  فأدخل رجله في قيده ، فلما نزل " سعد " ـ رضي الله عنه ـ من رأس الحصن رأى فرسه تعرق ، فعرف أنها قد ركبت ، فسأل عن ذلك " زبراء " فأخبرته خبر " أبي محجن " فأخلى سبيله .

فأكبر سعد - رضي الله عنه - هذه النفس ، وهذه الغيرة على الدين ، وهذه الأشواق للجهاد وقام بنفسه إلى هذا الشارب الخمر يحل قيوده بيديه الطيبتين ويقول :

 " قم فوالله لا أجلدك في الخمر أبدا ، وأبو محجن يقول : وأنا والله لا أشربها أبداً "
إن " أبا محجن " ـ رضي الله عنه ـ وقع في ذنبه هذا ، لكنه لم يلبث أن ندم على 

فعله ، ولقد تحرك الإيمان في قلبه ، حتى بدت الحسرة عليه وهو مقيد في وقت 

يحتاج فيه الإسلام إلى نصرته ، ولست أدري من أي المواقف نعجب ؟!

                                                   

 من حرقة " أبي محجن " على الإسلام ، أم من صدقه ووفائه بعهده ووعده مع " 

زبراء " ؟ ، أم من إخلاص الرجل ورضائه بأن يكون في القيد بعد قتاله ، ولا يعلن 

عن موقفه حتى علم به " سعد " ـ رضي الله عنه ـ 

 وإن هذه لدلالة رائعة على أن كل إنسان مطالب بنصرة هذا الدين ، وأن صاحب 

المعصية لا تعفيه معصيته من نصرة دين الله جل وعلا .

وأخيرًا فإن يوم " القادسية " يوم من أيام الله ، ومعركة فاصلة من معارك الإسلام 

، نسأل الله أن يعيد لنا هذه الأيام ، وتلك المعارك ليعود للإسلام عزه …

اللهم آمين 
. إنظر : الإصابة في تمييز الصحابة 4/173-174 ، والبداية والنهاية 9/632-633 .

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علاقات زوجية

أخبار المشاهير

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أصدقاء الموقع