بائع الأمراء سلطان العلماء العز بن عبد السلام
يونيو 7, 2025
/
/ / بائع الأمراء سلطان العلماء العز بن عبد السلام

بائع الأمراء سلطان العلماء العز بن عبد السلام

العز بن عبد السلام نسبه وقبيلته

العز بن عبد السلام الإمام الفقيه بائع الأمراءهو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن، شيخ الإسلام وبقية الأعلام، الشيخ عز الدين أبو محمد الدمشقيُّ الشافعيُّ. وُلِد بدمشق سنة 577هـ/ 1181م، ونشأ فيها.

طفولة العز بن عبد السلام وتربيته

نشأ العزُّ بن عبد السلام في أسرة فقيرة، وكان هذا من الأسباب التي جعلته يطلب العلم بعد أن أصبح كبيرًا، وقد أتاح له ذلك - مع اجتهاده في طلب العلم وصبره عليه - أن يتفقه كثيرًا، وأن يعي ما يحصّله من علم أكثر من غيره.

ومن مواقفه الشهيرة والتي اصطدم فيها مع الصالح أيوب نفسه، أنه لما عاش في مصر اكتشف أن الولايات العامة والإمارة والمناصب الكبرى كلها للمماليك الذين اشتراهم نجم الدين أيوب قبل ذلك؛ ولذلك فهم في حكم الرقيق والعبيد، ولا يجوز لهم الولاية على الأحرار

                            
 فأصدر مباشرة فتواه بعدم جواز ولايتهم لأنهم من العبيد. واشتعلت مصر بغضب الأمراء الذين يتحكمون في كل المناصب الرفيعة، حتى كان نائب السلطان مباشرة 

من المماليك، وجاءوا إلى الشيخ العز بن عبد السلام، وحاولوا إقناعه بالتخلي عن 

هذه الفتوى، ثم حاولوا تهديده، ولكنه رفض كل هذا - مع أنه قد جاء مصر بعد اضطهادٍ شديد في دمشق - وأصرَّ على كلمة الحق.

فرُفع الأمر إلى الصالح أيوب، فاستغرب من كلام الشيخ ورفضه. فهنا وجد الشيخ العز بن عبد السلام أن كلامه لا يُسمع، فخلع نفسه من منصبه في القضاء، فهو لا يرضى أن يكون صورة مفتي، وهو يعلم أن الله عز وجل سائله.

 وركب الشيخ العز بن عبد السلام حماره ليرحل من مصر، وخرج خلف الشيخ العالم الآلافُ من علماء مصر ومن صالحيها وتجارها ورجالها، بل خرج النساء والصبيان خلف الشيخ تأييدًا له، وإنكارًا على مخالفيه.
 ووصلت الأخبار إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب، فأسرع بنفسه خلف الشيخ العز بن عبد السلام واسترضاه، فقال له العزُّ: إن أردت أن يتولى هؤلاء الأمراء 

مناصبهم فلا بد أن يباعوا أولاً، ثم يعتقهم الذي يشتريهم، ولما كان ثمن هؤلاء الأمراء قد دفع قبل ذلك من بيت مال المسلمين، فلا بد أن يرد الثمن إلى بيت مال المسلمين.

 ووافق الملك الصالح أيوب، ومن يومها والشيخ العز بن عبد السلام يُعرف
 بـ(بائع الأمراء).
                          

من مواقف العز بن عبد السلام مع السلطان نجم الدين أيوب 


 في يوم العيد خرج موكب السلطان يجوب شوارع القاهرة ، والناس مصطفون على جوانب الطريق ، والسيوف مسلطة ، والأمراء يقبلون الأرض بين يدي السلطان هيبةً وأبهةً ، وهنا وقف العز بن عبد السلام وقال :

 يا أيوب ، هكذا باسمه مجرداً بلا ألقاب ، فالتفت أيوب الحاكم الجبار القوي ليرى

 من الذي يخاطبه باسمه الصريح ، وبلا مقدمات ، وبلا ألقاب ، ثم قال له العز بن 

عبد السلام : ما حجتك عند الله عز وجل غداً إذا قال لك : ألم أبوئك ملك مصر

 فأبحت الخمور ؟ فقال : أو يحدث هذا في مصر ؟ قال : نعم ، في مكان كذا وكذا 

حانة يباع فيها الخمر ، وغيرها من المنكرات ، وأنت تتقلب في نعم هذه المملكة ، 

فقال : يا سيدي أنا ما فعلت هذا إنما هو من عهد أبي ، فهز العز بن عبد السلام 

رأسه ، وقال : إذاً أنت من الذين يقولون : إنا وجدنا آباءنا على أمة ، قال : لا أعوذ بالله ، وأصدر أمراً بإبطالها فوراً ومنع بيع الخمور في مصر . 
                            

 أيها الأخوة : أحد طلابه سأله : يا سيدي ماذا فعلت مع السلطان وهو في أبهته 

وعظمته ؟ فقال : رأيته في أبهة وعظمة فخشيت أن تكبر عليه نفسه فتؤذيه ، 

فأردت أن أعرفه قدرها ، وسأله آخر : كيف واجهت السلطان ؟ قال : يا بني 

استحضرت عظمة الله عز وجل وهيبته فلم أرَ أمامي أحداً .

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علاقات زوجية

أخبار المشاهير

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أصدقاء الموقع