رزقك سوف يأتيك سوف يأتيك
الرزق نوعان (رزق الفضل ورزق السعى )
قال الامام على بنابى طالب
الرزق نوعان :
رزق يطلبك.... ورزق تطلبه
فالأول فضل الله
والثانى عدل الله
فإن كان الرزق مما تكفل الله تعالى به ، فقال تعالى (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
( هود : 6 )
؛ وكم رأينا من أنواع الحيوانات التي لا تقدر على أي اكتساب ، ومع ذلك
يأتيها رزقها في مكانها ، كما قال تعالى (وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ
يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ) [ العنكبوت : 60 ] .
فإذا كان الأمر كذلك ؛ فإننا نعلم أن الأسباب التي نتسبب بها من مختلف
الأعمال كحراثة الأرض ، والبناء ، وأنواع التجارات والوظائف إنما هي أسباب ؛
ولذلك قال الله تعالى :
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)
[ الملك : 15 ] فهذا أمر بالسعي على طلب الرزق ، ؛هذا فيه دلالة على أن
السعي إنما هو سبب ، ولكن الرزق فضل من الله تعالى ؛ ولهذا قال الله
تعالى : ( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ )
[ الجمعة : 10 ] ، والابتغاء من فضل الله هو طلب الرزق ؛ وكذلك المعنى في
قوله تعالى : ( وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ )
( المزمل : 20 ] .
وهذه قصة تدل على رزق الفضل وهذا الرزق هو الذى يطلبك وسوف يأتيك على ضعفك
قيل أن النبي سليمان عليه السلام كان جالساً على شاطئ بحر ، فبصر
بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو البحر ، فجعل سليمان ينظر إليها حتى
بلغت الماء فإذا بضفدعة قد أخرجترأسها من الماء ، ففتحت فاها فدخلت
النملة وغاصت الضفدعة في البحر ساعات طويلة ،و النبي سليمان يتفكر
فى ذلك متعجباً ثم خرجت الضفدعة من الماء وفتحت فاها فخرجت
النملة ولم يكن معها الحبة ،فدعاها سليمان عليه السلام وسألها وشأنها
وأين كانت ؟ فقالت : يا نبىّ الله ، إن فى قعر البحرالذي تراه صخرة مجوَّفة
وفى جوفها دودة عمياء ، وقد خلقها الله تعالى هنالك ، فلا تقدر أنتخرج منها
لطلب معاشها ، وقد وكلني الله برزقها . فأنا أحمل رزقها ،وسخر الله تعالى
هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فيها ، وتضع فاها على
ثقبا لصخرة وأدخلها ، ثم إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى
فيها فتخرجني من البحر
فقال سليمان عليه السلام : وهل سمعت لها من
تسبيحة ؟ قالت: نعم, تقول: يا من لاينساني في جوف هذه اللجة برزقك,
لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق