المحامون والأسرة
/

المحامون والأسرة

                                                    بقلم المحامى /محمد عباس                                                                                                 

المحامون والأسرة
لا تخلو أسرة من المشكلات. وأسباب هذه المشكلات متعددة تستعصى على الحصر. 

وحديث اليوم يدور حول سبب رئيسي لتفاقم المشكلات الأسرية وقد أغفله الكثيرون رغم 

جوهريته وهو "دور المحامين في المشكلات الأسرية".

والمحامي يعرف نفسه بأنه صاحب رسالة قوامها الحق والصدق ولا يبغي من ورائها جاه 

أو دنيا بل نصرة الضعيف وإحقاق الحق.



ورغم سمو هذه المعاني إلا أن التطبيق العملي كشف زيف هذه الادعاءات، وأن المحامين

هم السبب الرئيسي في 30% من الدعاوى المتداولة أمام المحاكم دون مقتض، وأنهم 

يسارعون في تقويض الأسرة لمصالح دنيوية يبغونها غير عابئين بقيم المجتمع أو تماسكه.
فالمشكلات الأسرية تبدأ بين الزوجين، وتقرر الزوجة مغادرة مسكن زوجها عائدة لمسكن 

والدها وهي في الطريق تعرج على مكاتب أحد السادة المحامين تستشيره في مشكلتها 

مع زوجها طالبة منه يد العون والمشورة فيستمع لها بإنصات ويقوم ببذل الوعود التي من 

شأنها الانتقام من الزوج وتأديبه عن طريق حبسه، والحصول على نفقة بمبالغ كبيرة في 

وقت قصير وغيرها من وعود زائفة






. وإثباتا منه لحسن نيته يتفق معها على عدم أخذ أية اتعاب الا بعد صدور الاحكام وتنفيذها، 

ولن يكلفها سوى المصاريف القضائية والتي لن تزيد عن مبالغ يسيرة في قدرة الزوجة 

الملكلومة وتستطيع سدادها دون عناء.
ويشرع في تنفيذ المخطط المتفق عليه وبعدها يقوم باتهام الزوج بتبديده لمنقولات زوجته، 

ثم يقوم برفع دعاوى نفقة زوجية واسترداد منقولات وغيرها من دعاوى كثيرة.
وهنا يهرع الزوج لأحد المحامين والذي يقوم بدوره في بذل الوعود الكاذبة للتنكيل الزوجة

وعرقلة اجراءاتها القانونية فيقوم برفع دعوى بلاغ كاذب وسب وقذف على الزوجة وتعويض 

بسبب التشهير ودعوى رؤية وهلم جرا.



ولا يقف الامر عند هذا الحد بل يتفاقم حتى يصل الامر للتشهير بين الزوجين ويمتد كذلك 

للأهل والجيران ودواليك.
وكل ذلك بسبب المحامين الذين لم يرعوا إلاً ولا ذمة في الزوجين آثرين مصالحهم 

الشخصية في قبض الاتعاب ورفع عاوى متعددة تزيد من شهرتهم واسمهم دون مراعاة 

لأية قيمة دينية أو اجتماعية أو تربوية.
وفي الختام لا يسعني الا التوجه ناصحا للازواج والمحامين على السواء وأبدأ بالمحامين

قائلا: اتقوا الله في الامانات التي اودعت بين ايديكم بسبب مهنتكم، ولا تقبلوا اية قضية 

 بين زوجين الا بعد تحري أسباب الشقاق بين الزوجين ومحاولة التدخل مخلصين بالصلح 

عسى ان تفوزوا بثواب الله ولا تهتموا بالرزق حيث أنه مقدر لكم من قبل لدن كريم لا يخذلكم ابدا. 

واختم نصائحي للزوجين قائلا


عندما تنشأ مشكلات بينكما فاجتهدا لحلها معا فإن لم توفقا 

فابعثا حكمين من اهلكما فإذا تعذر الصلح فأطرقا ابواب 

المحامين وتخيرا من يتقوا الله فيكم 

بأن يكون فعله سابق قوله.

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

هناك تعليق واحد:

    1. معجبة انا جدا باختيارك الموضوعات المتعلقة بالأسرة لاني بشوف ان أخطر المشاكل اللي في المجتمع بتكون بسبب تفكك الأسرة وما يترتب عليه من مشاكل اجتماعية ونفسية تأثيره بيكون على الأفراد وبينعكس على جميع المؤسسات ... والمشكلة المتناولة في المقال والخاصة بأثر تدخل المحامين على العلاقات الأسرية مشكلة من غاية الأهمية لأن معظم المشاكل الزوجية لو تم حلها في البدايات وقبل ما تصل للمحكمة بيكون أسهل إنما بعد الأمور ما تصل لجدارن المحاكم أوتار الود بتنقطع وبيكون صعب جدا التصالح واستغلال المحامين الغير أمناء غضب الزوج والزوج والنفخ في النيران لتزداد اشتعالا هو أسوا ما يكون من المحامي المفترض فيه احقاق الحق.

      ردحذف

علاقات زوجية

أخبار المشاهير

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أصدقاء الموقع