بقلم المحامى / محمد عباس
تعرف كلمة النشوز عند المصريين بأنها: خروج المراة عن
طاعة زوجها بتركها مسكن الزوجية مع سقوط كافة
حقوقها الشرعية رغم أن الثقافة المصرية خرجت عن
الأصل اللغوي والشرعي للكلمة من أن "النشوز" يقع من
وقد دلت التجربة على ان نشوز الرجل من الاسباب الرئيسية لنشوز المرأة. ومع
ذلك لم ينل نشوز الرجل بصفة خاصة أو نشوز الزوجين بصفةعامة عناية المهتمين
بحقوق المرأة او الإنسان، كما خلت مؤلفات رجال القانون من الحديث عن نشوز
الرجل وأثره في بناء الأحكام القانونية اللهم في غير حالة واحدة هي حالة التطليق
للضرر.
ويبدأ نشوز الرجل من اللحظة التي ينظر فيها الى زوجته نظرة دونية متعاليا عليها
في القول او الفعل بما يشعرها بانها مجرد عاملة لديه بأجر (النفقة) وليست شريكة
له في حياته ومستقبله مما يجعلها تعقد الاف المقارنات بين حياتها في منزل أهلها
حيث التعاون والمشاركة وبين حياتها في بيت زوجها حيث الاهمال. ومن المعلوم
أن المهانة النفسية للمرأة أشد وطئا عليها من المهانة القولية او الفعلية وإن كانوا
يشتركوا جميعا في تشييع العلاقة الزوجية لمثواها الأخير "الطلاق".
ويبدأ نشوز الزوجة من اللحظة التي ترى في نفسها من الحكمة أو من حسن
التصرف ما يجعلها في وضع أعلى من زوجها مما يشتت فكر الزوج ويجعله منشغل
بمكانه في الاسرة، واثبات انه الاجدر والاحق بدوره الطبيعي في قيادتها.
ومن هنا تتفاقم المشكلات وتزداد يوما بعد يوم حتى تصل للحظة تغادر فيها
الزوجة مسكن الزوجية متمنية ألا تعود اليه مجددا الا اذا كان زوجها خارجه مع
الضمان بعدم عودته اليه مرة اخرى.
كما يتمنى الزوج مثل ذلك بل احيانا يهديه تفكيره او نصح الناصحين الى التزوج
بأخرى داخل مسكن الزوجية، والذي كان بالأمس سكناً لفرقاء اليوم.
وأمام هذه المشكلة، والتي تعتبر حجر الزاوية في كل مشكلات الأسرة نقترح ما
يلي:
1- تدريب المقبلين على الزوج تدريبا اجباريا لمدة لا تقل عن 3 شهور ولا تزيد عن
سنة على المشكلات الزوجية، وكيفية التعامل معها وصولا للتدريب على كيفية
علاجها من قبل الشريكين أنفسهم.
2-ان يحرص كل زوج على التواصل مع شريكه في أسوا الظروف، وعدم غلق باب
الحوار، مع تفسير المواقف تفسيرا حسنا ولو كان مخالفا للواقع.
يشاركها الزوج في اعباء المنزل. واعباء المنزل شاملة اختيار الملابس او العطور
او ترتيب المنزل وهكذا. كما تشمل هموم الزوج وأحلامه خطواته المستقبلية
وهموم عمله وغير ذلك مما تفرزه الحياة.
4-رضى كل زوج بما قسمه الله له في شريكه مع الصبر على الهنات والزلات التي
تصدر من شريكه الاخر، وعدم تذكيره بها بصورة مستمرة.
5-في حالة عرض نزاع على القضاء بادعاء نشوز فعلى المحكمة التدخل ببذل
مساعيها الحثيثة لانهاء النزاع صلحا فإن تعذر ذلك بسبب النشوز فعلى المحكمة
المحكمة القضاء بالطلاق – وهذا يحتاج لتدخل تشريعي من ولي الامر.
موضوع في غاية الأهمية ويمثل خطر بالغ على الأسرة المسلمة خاصا وأن المفاهيم الصحيحة مفقودة .. فخدمة المرأة لزوجها في الفقه الاسلامي ليست واجبة كما يعتقد أغلب الرجال فهو أمر مرده إلى العرف فخدمة الزوجة لزوجها فضل وليست فرض، كما أن الزوجة لا تطالب بالكسب للانفاق على البيت وإنما تجب نفقة الزوجة والاولاد على الزوج، فلابد من تصحيح المفاهيم لدي الأطراف حتى لا يتم الوقوع في النشور من قبل الزوج أو الزوجة من منطلق ديني واجتماعي ونفسي وكما نوه الكاتب إلى ضرورة معرفة كل من الطرفين إلى احتياجات الاخر النفسية فهي كما أشار أشد وطئا وأحرى أن تلبى فهي التي تجلب المودة وحسن المعشر الذي يعين على تحمل متاعب وشدائد الحياة .. كما أن اقتراحات المؤلف تستحق العناية من ذوي الشأن.
ردحذف