
الصمت المريب للأزواج : بقلم الدكتور محمد كمال الشريف
استشاري الطب النفسي
بمستشفى الصحة النفسية بنجران
لماذا يصمت الأزواج عندما تقابلهم مشكلة ؟ولماذا لايبوح بها لزوجته أقرب الناس اليه ولماذا تغضب الزوجة من صمت زوجها وتعتبر تصرفه هذا عدم حب لها وعدم تقدير؟
صمت الزوج وإفضاء الزوجة :-
ما أكثر ما تشتكي الزّوجات من صمت الأزواج.... وعندما يعود الزّوج إلى بيته والهمّ بادٍ على وجهه، فتسأله زوجته عمّا يشغل باله؟ فيجيبها أن لا شيء تتألّم هذه الزّوجة وتشعر أنّ زوجها يعاملها كالغريبة، فلا يبوح لها بسرّه ولا يشتكي لها همّه...
بينما الزوجة (المرأة )عندما تمر بمشكلة أو مايزعجها أو شغلتها الهموم فسوف تختار أقرب النّاس إليها لتحدّثهم عمّا ضايقها وتخبرهم عن همومها.... وإنّ حديثها عمّا يشغل بالها وإفضاءها بذلك لشخص معيّن دليل على مكانة هذا الشّخص في نفسها وقربه منها.
لذلك فإنّها ترى كتمان زوجها لهمومه عنها دليلاً على أنّه لا يعتبرها قريبة منه، ولا يراها جديرة بأن يأتمنها على أسراره.... ولكن الحقيقة غير ذلك.
الحقيقة هيَ أنّ الرِّجال يختلفون عن النّساء.... الرّجل مفطور منذ طفولته على الاستقلاليّة، ويرى الشّكوى للآخرين ضعفاً، لذلك يميل أغلب الرّجال إلى الصمت وعدم الحديث عمّا يشغل بالهم من هموم، إنّهم يحاولون التّغلّب على مشكلاتهم بأنفسهم، والرّجال عموماً إذا تحدّث أحدهم عن مشكلة تواجهه فهو لا يقصد مجرّد الحديث ليرتاح، بل إذا تحدّث عن مشكلته فهو بحديثه يطلب المعونة ممّن يتحدّث
إليه
بينما المرأة عموماً تريد أن تتحدّث عن مشكلاتها لشخص حميم بالنّسبة لها يتعاطف معها ويستمع إليها ويصبّرها بكلمة طيّبة... إنّها إن أرادت المساعدة طلبتها بصراحة، أمّا طالما لم تطلبها صراحة فإنّها تريد أذناً صاغية متعاطفة لا أكثر، إنّها تفكِّر بمشكلاتها بصوت مرتفع مع شخص تحبّه وتثق به، بينما الرّجل يميل إلى التّفكير بمشكلاته بصمتٍ وبمفرده....
وهذا يعني أنّ على المرأة أن لا تلحّ على زوجها كي يحدّثها عن همومه لأنّ ذلك يضايقه، ولتعلم أنّ صمته وتكتّمه ليس دليلاً على أنّه يعتبرها غريبة عنه، بل هو دليل على رجولته القائمة على القوّة والاستقلاليّة...
وبالمقابل على الرّجل إن حدّثته زوجته عمّا واجهته من مشكلات في عملها أو في بيتها أن يستمع إليها استماع المتعاطف، وأن يمنع نفسه من اقتراح الحلول لمشكلاتها لأنّها لا تريد منه أن يحلّ لها مشكلاتها، إنّما تريد منه أن يصغي إليها لتُخرِج ما في صدرها وتنفّس عن نفسها لترتاح.
وستكون له ممتنّة إن هو اكتفى بالإصغاء إليها دون التّطوّع لحلّ مشكلاتها، لأنّ طبيعة الأنثى تختلف عن طبيعة الذّكر، وإدراك الزّوجين لأوجه الاختلاف هذه يجعل حياتهما الزّوجيّة سعيدة هانئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق